المشير حسني الزعيم (1894 ـ 1949)
بعد قيام حسني الزعيم بانقلابه بتاريخ 30آذار 1949، أصدر المرسوم التشريعي رقم 1 تاريخ 2 نيسان 1949، الذي نص على أن يتولى القائد العام للجيش والقوات المسلحة السلطة التشريعية والتنفيذية ريثما تعود الحياة النيابية. وبعد أسبوعين أصدر المرسوم التشريعي رقم 208 تاريخ 16 نيسان1949، ويقضي بأن «يتولى القائد العام للجيش والقوى المسلحة رئاسة مجلس الوزراء ووزارتي الداخلية والدفاع الوطني».
|
|
السيرة الذاتية:
ولد في مدينة دمشق عام 1894، وتلقى دراسته المتوسطة والعليا في المدارس العسكرية بحلب وأدرنه واسطنبول، حيث تخرج من المدرسة الحربية برتبة مرشح سنة 1917. وعين بعد تخرجه في جيش فخري باشا، الذي كان يدافع عن المدينة المنورة تجاه قوات الثورة العربية، أثناء الحرب العالمية الأولى. وفي 1/1/1918رُقي إلى رتبة «ملازم» وعُين في الفرقة العثمانية التي كانت تحارب في جبهة فلسطين، فوقع أسيراً في أيدي الإنجليز الذين نقلوه إلى مصر، ثم أطلقوا سراحه فعاد إلى دمشق.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى تطوّع في جيش الأمير فيصل سنة 1919. ولكن هذا الجيش الصغير لم يكن يرضي طموحه فاستقال من الخدمة. وفي عام 1921 التحق بالقطعات الخاصة، ثم دخل المدرسة الحربية التي أعاد الفرنسيون افتتاحها في جامع دنكز، وتخرج منها برتبة ملازم في 14/7/1923.
تدرّج في الرتب العسكرية حيث رُقي إلى رتبة نقيب سنة 1928 وإلى رتبة مقدم سنة 1934. وفي شهر حزيران 1941 كان حسني الزعيم برتبة عقيد، عندما هاجم الفرنسيون الأحرار (جماعة ديغول) ويدعمهم الإنكليز قوات فيشي في سورية ولبنان، فكلفه قائد موقع دمشق (من قوات الفرنسيين الفيشيين) بتشكل جبهة عسكرية رسمية وشعبية، للدفاع عن دمشق وغوطتها، في حال انسحاب القوات الفرنسية الرسمية منها، ولكن الزعيم كان متأكداً من عدم جدوى الوقوف في وجه القوات الزاحفة، ولذا انسحب من دمشق مع المنسحبين. وعندما استقر الأمر لقوات فرنسا الحرة في سورية أمر قائد هذه القوات «الجنرال كاترو» بإحالة حسني الزعيم إلى محكمة عسكرية بسبب انسحابه وقضت بتجريده من الرتبة وسجنه في أواخر عام 1941.
وظل حسني الزعيم في السجن طيلة عامي 1942و1943. حيث توسط الرئيس شكري القوتلي في شأنه فأطلق الفرنسيون سراحه أوائل عام 1944.
وفي عام 1946 أعيد حسني الزعيم إلى الخدمة في الجيش السوري برتبة عقيد، فعمل قائداً للواء الثالث في دير الزور اعتباراً من 16/9/1946، رئيسا للمحكمة العسكرية في حلب بدءاً من 21/7/1947.
وفي أوائل عام1948 تم فرزه إلى ملاك قوى الأمن الداخلي، وعُين برتبة زعيم «عميد» مديراً للشرطة والأمن العام بحلب، وعندما نشبت حرب فلسطين عام 1948 أُعيد إلى الجيش بالرتبة نفسها.
وبعد أن أخفقت قوات الرتل السوري في احتلال مستعمرتي دكانيا ـ آ و دكانيا ـ ب، تم إعفاء قائد هذه القوات الزعيم عبد الوهاب الحكيم ورئيس الأركان العامة اللواء عبد الله عطفة من الخدمة، وتم تعيين الزعيم حسني الزعيم رئيساً للأركان العامة بالوكالة بتاريخ 23/5/1948.
وفي صباح يوم الأربعاء 30آذار 1949 قام الزعيم حسني الزعيم بانقلابه ضد السلطات الشرعية، وأعطى لنفسه حق ممارسة السلطات التشريعية والتنفيذية بما فيها سلطات وزير الدفاع التي مارسها من 2 نيسان وحتى 26 حزيران 1949، وعندها رشح نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية وفاز في الاستفتاء.وكان أول ما فعله الزعيم بعد انتخابه رئيسا للجمهورية أن رقُى نفسه لرتبة «مشير» وكان بذلك الضابط السوري الوحيد الذي حمل هذه الرتبة.
كانت تجاوزات الزعيم كثيرة، مما أوغر ضده صدور العسكريين والمدنيين معاً، وهذا ساعد على نجاح انقلاب جرى ضده في ليلة 13/14 آب 1949، بقيادة العقيد سامي الحناوي.
وفي فجر يوم الانقلاب جرى اقتياد الزعيم من بيته إلى خارج دمشق في منطقة المزة، وهناك سمع من قائد المفرزة أنه تم الحكم عليه وعلى رئيس وزرائه محسن البرازي بالإعدام.
وبعد تنفيذ الإعدام دفن في مقبرة قرية «أم الشراطيط» (الطبيبية حالياً» على طريق القنيطرة، ثم نقلت رفاته إلى دمشق في عهد الشيشكلي، حيث تم دفنه فيها بالمراسم المعتاده. يحمل المشير حسني الزعيم الأوسمة التالية:
1 ـ وسام الحرب العثماني.
2 ـ وسام ذكرى كيليكيا.
3 ـ وسام الاستحقاق السوري.
4 ـ وسام الإخلاص السوري.
5 ـ وسام الاستحقاق اللبناني.
6 ـ وسام ذكرى لبنان.
7 ـ وسام الأرز الوطني من درجة كومندور.
8 ـ وسام جوقة الشرف.