من الأسماء البارزة في تاريخ وطننا العريق الشهيد عدنان المالكي الرجل الوطني المخلص لقضايا وطنه وأمته العادلة, والذي قدم حياته قرباناً على مذبح النضال الوطني وثمناً لمواقفه المشرفة, ولد الشهيد عدنان المالكي في حي الشاغور الدمشقي عام 1919م, ثم انتقلت أسرته إلى حي المهاجرين، درس الابتدائية في مدرسة حي المهاجرين الرسمية, ثم التحق بمدرسة الأخوة المريميين لإكمال دراسته الإعدادية والثانوية, وبعدها التحق بالمدرسة الحربية ليتخرج منها عام 1939م برتبة مرشح ضابط, ثم ارتقى بالرتب العسكرية وكان ذا كفاءة عالية, حصل على أرقى الشهادات العسكرية في الدورات التي اتبعها ( دورة كلية أركان الحرب في فرنسا عام1949م)، دورة معهد الدراسات العليا في فرنسا عام 1952م، شارك الشهيد في معارك الدفاع عن عروبة فلسطين عام1948م, وخلد التاريخ اسمه في معارك التل الأسود الحصين المجاور لمستعمرة ( مشمار هايردن ) حيث اقتحم التل مع سريته, وتقديراً لبسالته وشجاعته أطلق على هذا التل ( تل المالكي ), وقد نال الشهيد بعد خروجه من حرب فلسطين ثلاثة أوسمة : ( وسام الاستحقاق, الوسام الحربي, وسام الحرص).
اغتيل العقيد عدنان المالكي في 22 نيسان عام1955م أثناء حضوره مباراة كرة قدم بين فريق السواحل المصري وفريق الشرطة العسكرية السورية في أرض الملعب البلدي بدمشق.
وتخليداً للشهيد عدنان المالكي ووفاءً لذكراه أشيد متحف في حي المالكي المسمى باسم عائلة الشهيد وأشيد كذلك نصب تذكاري للشهيد يتوسط الشارع الرئيسي في الحي, وأقيم في المكان نفسه وبمواجهة التمثال متحف صغير سمي باسم متحف الشهيد عدنان المالكي, وهذا المتحف يحتوي على غرفتين وفناء بهو يفصل بينهما, تتألف الغرفة من ناحية اليمين من طاولة ومكتبة صغيرة , وسجل للزائرين يدون فيه الزيارات, ومكتبة صغيرة تحتوي بعض الكتب التي تخص الشهيد العقيد عدنان المالكي وبعض الوثائق, أما الغرفة الثانية توجد فيها بدلة الشهيد العسكرية وعليها آثار الدماء لحظة وقوع جريمة الاغتيال النكراء, مع المسدس الذي اغتيل به الشهيد, وتحتوي الغرفة على تمثال نصفي للشهيد وبعض الصور الضوئية التي تعكس حياة الشهيد ونشاطاته من عروض عسكرية وغيرها, إضافة إلى لافتات قماشية تمجد أعياد الجلاء والمناسبات الوطنية السورية.