الرئيسية  الموسوعة  تاريخ الجيش  الكفاح ضد الانتداب الفرنسي  معلومات تفصيلية

ثورة إبراهيم هنانو (احتلال جسر الشغور):
قام الزعيم ابراهيم هنانو بإعلان الثورة ضد الفرنسيين رسمياً في أواسط شهر أيلول 1920، في بيان موجه إلى عموم أفراد الشعب للمشاركة في الثورة، وطلب فيه من قناصل الدول الأجنبية التدخل للحد من فظائع الفرنسيين في سورية. مختصر نداء إبراهيم هنانو بإعلان الثورة.

وبعد نشر هذا البيان بعدة أيام وصل هزاع أيوب، مبعوثاً من الشيخ صالح العلي إلى الزعيم هنانو، وعرض عليه باسم الشيخ التنسيق والتعاون بين الثورتين فرحب هنانو بذلك، واتفق مع رسول الشيخ على أن تقوم قوات الثورة في المنطقة الشمالية باحتلال بلدة (جسر الشغور) لكي تتصل الثورتان جغرافياً، وتستند كل ثورة في مجنبتها على أماكن نفوذ الثورة الأخرى.


وتم تنفيذ الخطة فوراً، وتقدم هنانو باتجاه جسر الشغور، في أواخر شهر تشرين الثاني 1920، وتحت قيادته ثلاث سرايا من المجاهدين:
* سرية مجاهدي منطقة حلب وكفرتخاريم بقيادة المجاهد نجيب عويد، وتضم 250 مجاهداً.
* سرية مجاهدي منطقة القصير بقيادة الشيخ يوسف السعدون، وتضم 400 مجاهد.
* سرية مجاهدي منطقة جبل صهيون بقيادة المجاهد عمر البيطار وتضم 150 مجاهداً، وهي مفرزة من قيادة الثورة في المنطقة الغربية - الساحلية (الشيخ صالح العلي)، لمعاونة قوات هنانو في الاستيلاء على جسر الشغور.
ولما وصلت هذه الحملة، منتصف ليلة 27/28 تشرين الثاني 1920، إلى «مزرعة الشغارنة»، التي تبعد حوالي 3كم عن مدينة جسر الشغور، تناهى لعناصر استخباراتها أن سرية من الجند الفرنسي ترابط في المزرعة المقابلة (مزرعة السيجري) وتأكد هذا عند صدور نيران غزيرة من هذه المزرعة باتجاه طليعة المجاهدين، ونظراً لمناعة استحكامات الفرنسيين في المزرعة، صمم هنانو، بناءً على نصيحة مستشاره العسكري إبراهيم الشغري (وهو من أبناء المنطقة)، أن يطوق السرية بين فكي كماشة فأوعز إلى يوسف السعدون بأن يلتف مع عناصره ويهاجم الموقع من الخلف، بينما يتولى بقية المجاهدين مهاجمته من الأمام. وقد تم تنفيذ هذه الخطة بإحكام، مما أجبر السرية الموجودة في المزرعة على التسليم، وكانت المعركة نصراً باهراً للمجاهدين حيث أسروا فصيلة فرنسية تضم ضابطاً و25 جندياً، بالإضافة لفصيلة رشاشات تابعة لفوج الرماة الجزائريين الثاني والعشرين، كما غنموا مدفعي رشاش وأربعين بغلاً وكمية من الأرزاق المحفوظة.
واستسلمت حامية جسر الشغور، بعد هذه المعركة، دون قتال، لأن القسم الأكبر منها كان داخل مزرعة السيجري التي طوقها الوطنيون تماماً، ودخلت قوات المجاهدين إلى المدينة فاستقبلها الأهالي استقبال الأبطال، وهكذا أصبح الثوار يهددون مدينة إدلب ومنطقة الزاوية.